إن الفراغ النقابي هو الذي أدى إلى هذا الوضع من الترقب والانتظار المميت... فتراجعاتها وانسحاباتها المتكررة و عدم إخلاص نيتها في الدفاع عن مطالب الشغيلة... و تواطئها مع الحكومة...وصمتها الآن المطبق هو الذي جعل اليأس يتسرب إلى نفوس المنخرطين حتى أصبحوا هم أيضا يسجلون انسحابهم منها... لسوء إخلاص نيتها وعدم جرأتها في اتخاذ القرارات الواضحة والمقنعة...فلا تجد أو تسمع إلا انسحابا أو تراجعا أو تسويفا أو تعليقا وزد وقس على ذلك ما شئت من المصطلحات الجديدة مثل المفاوضات والحوارات والسلم الاجتماعي والشطر الأول والشطر الثاني و التنازلات شريطة كذا... أو مقابل كذا...و...و...و...
فبعد أن وطدت ركائزها واستوت على الكراسي نسيت الشغيلة التعليمية و أصبحت لا تهمها إلا من بعيد وبتفاوض مقدمة مصالحها بورقة ضغط ووزن هذه الشغيلة التعليمية السند الرسمي لها في كل استحقاقاتها...
وما لبثت طمعا وزيادة عن التفرغ للعمل النقابي أن أصبحت لعبة في يد للحكومة بناء على "الدعم الحكومي" لها قصد تكوين المناضلين... ولا مواطن كون... ولا مطالب يدافع عنها بجرأة وصدق حتى النهاية و دون حوارات ولا مشاورات ولا مفاوضات...
فكيف إذا يستقيم حال نساء و رجال التعليم في ظل هذه التناقضات وقد توصلوا بأنفسهم وبطاقات انخراطهم بين أيديهم إلى هذه الهزيمة و الخذلان الذي وصلت له هذه النقابات...فمنهم من مزق بطاقة نقابته وعزف عن العمل النقابي ومنهم من حول الوجهة ومنهم بقي ولكن أصبح ثائرا ويلوم مؤطريه عن الانسحاب أو الصمت المخجل...
ومن قتل الثقة في الآخر؟؟؟؟القاعدة أم القيادة؟؟؟
وفي الختام:
نقاباتنا الحبيبة نحن سندك ...وبأصواتنا أنت الآن تجلسين على كراسي المفاوضات والحوارات...فلا تنسي من أوصلك لهذه الكراسي...فلكل يوم غده... ولكل ليل صبح قريب...فنحن خدمناك صدقا ونخدمك إن أنت أصررت على متابعة ملفنا ليتحقق دون قيد أو شرط... فعليك أن تخدمينا الآن كما خدمناك وآزرناك بالأمس...ودافعي عن مطالبنا بصدق وتفان...وتعاملي معنا بشفافية في كل شيء...حتى في حالة الانسحاب من الدعم أو الحوار عليك أن تنور لنا الرأي وترفعي اللبس عما أقدمت عليه حتى نكون واضحين في تعاملنا وترابطنا وتشابكنا...لأنك نحن ونحن أنت...بعضنا لبعض معضد.
هذه مواضع من أرشيف السنة المنصرمة أعيد كتابتها لتشهد على ما كنته في شواهد..
( (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).